لإنقاذ وردة .. زواج القاصرات .. جيل معتوه يقتل أطفاله ..
دشن بيت الموروث الشعبي صباح يوم السبت ٧ سبتمبر بمقر نقابة الصحفيين الحملة الوطنية لإنقاذ وردة "زواج القاصرات" ، وفي البداية أتقدم بخالص الشكر والتقدير لبيت الموروث الشعبي ولجميع أعضاء الحملة وعلى رئاسهم مديرة الحملة هند النصيري على هذا العمل الرائع والمهم والمجهود الجبار ، ومن هنا أحاول ان اطرح ببعض الكلمات البسيطه كمشاركه مني لاعضاء الحملة .
بإختصار ، ان جريمة زواج القاصرات هو عبارة طفولة مسروقة وإغتصاب جماعي من قبل والدها والزوج والقانون الذي شرع لهذه الجريمة، انها طفولة اغتصبت وحقيقة يحكيها الزمن بما يفعلونه بطفلات في عمر الزهر, انها وردة قطفت من بستان الورود إلى حقل الأشواك، قرات عن قصة إحدى ضحايا هذا الاجرام الوحشي عندما فرض عليها الزواج وهي في سن العاشرة وبدون علمها ولم يسألها والديها حتى عن رأيها وموافقتها وبعد ما أجبرت هذه الطفلة على الزواج, قالت:" لم أكن أعلم أنه هناك شئ إسمه الدخلة إلى أن ذهبت مع عريسي إلى منزل والدته, عندها تصرف معي كما لو كنت فريسة, شعرت بالرعب و كان جسمي الصغير يرتعش خوفا من رجل يكبرني بعشرين".
رايي أنا الشخصي من الناحية الشرعية والقانونية في مسألة زواج القاصرات فان الشرع يقول عدم اكراه المرأة علي الزواج وأن البكر لابد أن تتزوج باذنها (أي موافقتها) ولايمكن أن تحدث الموافقة في هذا العمر كونها صغيرة وغير عاقلة وغير مستعدة لتحمل اعباء الزواج وبناء الاسرة , وعند أغلب أهل العلم فالمرأة التي تستكره علي الزواج فزواجها باطل , وبالتالي فالموافقة والاذن والرضي لا تأتي الا من عاقلة رشيدة, لا من طفلة يتحكم فيها أهلها ، أي ان زواج القاصرات حرام شرعاً ولكن هناك من يقوم بتفصيل الشرع والقانون بحسب رغبته ولهذا لا يتم النظر لهذه القضية من هذا الجانب البسيط والغير معقد.
أما من الناحية الصحية ، فعندما تبلغ الفتاة وتبدأ لديها عوامل الحياة الجنسية وهي مازلت قاصرة وفي سن مبكر (كما يحدث كثيراً في المناطق الساخنة) فإن الحمل المبكر والولادة في جسد لم يكتمل نموه بعد يهدد الطفلة الأم وجنينها بالإجهاض المتكرر والولادة المبكرة فالرحم مثلا لا يصل إلى حجمه المؤهل للوظيفة قبل سن الثامنة عشرة، واستجابته للتغيرات الهرمونية المؤثرة بشكلها الصحيح، لا تمثل شهادة صحية لقيامه بوظيفته الحياتية. كما يصعب على الجسد الغض التعامل مع أكثر الأمراض شيوعا بين الحوامل كفقر الدم وارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل. هذه المضاعفات الصحية لا تستثني الأم فقط ، فالطفل أيضاً مهدد بمخاطر عديدة كالوفاة وتأخر نموة العقلي و الجسدي و غير ذلك.
ومن الجانب النفسي للأمهات القاصرات (المغتصبات) ، فان ومصطلح "القاصرات" لاا تعطي الحمولة للمعانات التي تعانيها الأم القاصره ، لأنها تعيش مأساة و مخلفات نفسية كبيرة, حسب تعريف الإتفاقيات الدولية للطفولة,هي من فترة الولادة الى سن الرشد بمعنى أن المراهقة هي طفولة,و القاصر التي تغتصب أو يفرض عليها الزواج تعتبر طفلة.
في الاخير ، لا بد ان نعترف جميعاً ان الجميع مشترك في مثل هذه الجرائم ، من رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة واعضاء الحكومة ووزارة العدل ومجلس النواب الى منظمات حقوق الانسان والمراه والمدارس والجامعات واخيراً الاسرة والاب والام والاخ والاخت وكل فرد في هذا المجتمع ، فكيف سيتغير حال المجتمع ونحن نعيش في وسط معتوه متخلف، ونسمح لاب بان يشارك في اغتصاب فتاته بتزويجها في مثل هذا العمر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق