الجمعة، 4 نوفمبر 2011

الشـعــب يـريــد . . حـيــاة كـريـمـة . .



ما يبحث عنه الانسان دائماً هي الحياة الكريمة ، فعندما تتوفر الحياة الكريمة للمواطن مثل التعليم والوظيفة والسكن والصحة والامان والعدل ، فانه بكل تأكيد سيمنح الثقة للدولة وسيكون عنصراً مساعداً لها في إدارة البلاد.

ما يطلبه المواطن من حياة كريمة هى حق من حقوقه وواجب من واجبات الدولة الاساسية تجاه المواطن ، فالمواطن يبحث عن الأمان في جميع متعلقات حياته ، الأمان على دينه ونفسه وعرضه وماله . . وان يتعامل معه رجل الأمن باعتباره صاحب حاجه وواجب عليه الاهتمام ومعالجة قضاياه ، يبحث المواطن عن العدل والمساواة بين المواطنين في جميع الحقوق والواجبات وأن لا تضيع حقوقه ولا يكون هناك من هو قوي يأخذ حق الضعيف ، يبحث المواطن عن أهم المتطلبات الاساسية كالاكل والشرب فلا يبيت المواطن وهو عاجز عن توفير طعامه ، ويبحث عن الصحه والقدرة على دفع قيمة الخدمات الصحيه فلا يأتي اليوم الذي يتعرض احد أفراد أسرته ولا يستطيع إسعافه ولا يجد المكان الصحيح لاسعافه ، يبحث المواطن عن السكن له ولأسرته بدون قسوة التعامل مع مُلاك المساكن ، يبحث المواطن عن الكرامة والمساواة في التعامل وان لا تتم عرقلته او المماطله في المصالح والجهات الحكومية كونه مواطن عادي يتعامل مع الجميع بالنظام والقانون .

فاذا وجدت الحياة الكريمة للمواطن فانه تلقائياً سيعامل جميع قيادات الدولة والحكومة ورجال الأمن والجيش والموظف الحكومي بهيبة الاجلال والتقدير وسيعمل على تطبيق واحترام القانون والدستور .
الشعب يريد ان يعيش حياة كريمة والحرية جزء من الكرامة ، الشعب خرج للشوارع يطلب حريته ، يطلب حياة كريمة ، خرج أعزلاً إلا من قوة الحق ، يريد التغيير لا أكثر ، والشعب هو صانع القرار وهو رمز الحضارة وهو ثقافة هذه الأمة .

تحية اجلال وتقدير لأرواح شهداء الأمة العربية الثائرة من أجل حياة كريمة لشعوبها

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

من أخلاقيات الثائر : (1) الإلتزام بأدب الاختلاف في الرأي


الثورة الشبابية اليمنية والتي قبل أن تكون ثورة لتغيير النظام ، فهي ايضاً ثورة لتغيير وتحسيين سلوكيات المجتمع وتصحيح مسارها ، وبحيث  أن الثائر والثائرة هم أهم ركن في هذه الثورة فأنه يتوجب عليهم الالتزام والمحافظة على الجانب الأخلاقي والإنساني لان أي تصرف مسيء يصدر من أي ثائر يعتبر تصرفاً مسيء ايضاً للثورة باكملها .

في الجزء الاول من أخلاقيات الثائر ، سأتحدث عن "الإلتزام بأداب الاختلاف في الرأي" والاختلاف هو التباين في الرأي والمغايرة في الطرح ، وبمعنى أخر هو أن ينهج الشخص طريقاً مغايراً للأخر ، والاختلاف قد يؤدي إلى التنازع والمجادلة وقد جاء في قول الله سبحانه وتعالى { فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ } .

ومع سطوع نور الثورة الشبابية المباركة في شهر فبراير الماضي فقد صاحب هذا السطوع اشتعال نار الفتنة بين مؤيدي الثورة المباركة ومناصري ما يسمى بالشرعية الدستورية ، والحقيقة أن اشتعال هذه النيران يتحمله الطرفين ، وكل طرفً شريك في استمرار وتصاعد هذه النيران والتي قد تسبب في كارثه اخلاقيه انسانيه ونسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، فقد جاءت هذه النيران بسبب الاختلاف في الافكار والاراء والتي قد تؤدي إلى القطيعة وفي حالات اخرى قد تسبب في نشوب خلافات حادة تصل إلى حد إستخدام السلاح بين الطرفين وكلاهما في الاخير ينتميان إلى نفس الوطن .

هنا يأتي دور الثائر في تصحيح مسار اخلاقياته لكي يصور للاطراف الاخرى الصوره الحسنه والإيجابية للثورة الشبابية المباركة والتي لا تعارض مسارها عن العقيدة الاسلامية بل تزيد في رسوخها في الواقع والأفعال وليست مجرد كلمات على المناهج المدرسية أو مصطلحات تستخدم أثناء الحاجه فقط .

أخي الثائر .. أختي الثائرة .. من أخلاقيات الثورة أن الاختلاف لا يدل على القطيعة بل قد يدل على بداية الحوار ، فعندما تحاور شخص يعارضك في الرأي فأعلم أنه لا يحق لك أو لأي أحد أن يفرض رأيه بالقسر والقوة ، فإذا ما حاولت أن تفرض رأيك على أي انسان أو تمنعه من رأي فأنك لن تستطيع إلا إخضاعه ظاهراً ، أما قراره الداخلي وإيمانه القلبي فيستعصي عليك فرضه وإكراهه عليه .
ومن أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى خلق اختلافات في الرأي مع الطرف الاخر (مؤيدي الشرعيه الدستورية) :
  • -         اختلافات علمية أو عقلية بسبب اختلاف المدارس الفكرية والبيئات والمجتمعات المختلفة والمتعددة في اليمن .
  • -         مصالح شخصية .
-          
وأيًّــا كـــان السبــب أخي الثائر وأختي الثائرة فعليكــمــا :
  • -         الرفق في التعامل .
  • -         البحث عن الحقيقة ، يجب أن تكون هذه الغاية الأولى والمنشودة إليك ، فهي ضالة المؤمن يأخذها متى وجدها .
  • -         اتباع نهج النبي (صلى الله عليه واله وصبحه وسلم) في التعامل مع الآخرين باحترام الآخر وعدم السخرية أو التسفية لرأيــه ، وقد أتبع نبينا الكريم هذا النهج حتى في التعامل مع المشركين .
  • -         المعرفة التامة والدقيقة بكل جزئيات الأمر المطروح للنقاش وعدم إدعاء المعرف التامة لخلق الاختلافات .
  • -         لا تطلق الأحكام بدون أي سند علمي ، فعندها لن يستطيع صاحب الرأي المعارض لك أن يُظهر حجته بقوة وتصبح منصفاً بموضوعية .
  • -         عدم الحكم على الطرف الآخر عن طريق النيات وعدم سوء الظن وتذكر { إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }.

  • -         تعلم القدرة على إبداء رأيك بأرقى الأساليب وتعلم تقدير آراء أخرى .
      -         الابتعاد عن الشخصية لكي لا يتحول الحوار إلى معارك جانبية شخصية.
  • -         عدم الغيبه للطرف الآخر بالتجريح لا لشيء إلا لكونه مختلفاً معك في الرأي .
  • -         عدم تصيد أخطاء الطرف الآخر وهفواته وتجنب نشرها للاستفاده منها .
  • -         تقدير ظروف وبيئة مجتمع الطرف الآخر .
  • -         إعطاء العذر للطرف الآخر في حالة الجهل .


أخي الثائر .. أختي الثائره ..
تعاملك مع الاخرين يعكس صورة عن مجتمعك الذي تعيش فيه ، ومن خلال الحوار البناء تستطيع أن تجعل العديد من الناس أن يتبعوك في نفس الطريق الذي تسير فيه ، وايضاً لا تنسى أنك الان تمثل الثورة الشبابية وتعكس بتصرفاتك الجانب الاخلاقي للثورة ، مهما كانت الآلام الذي تحمله في قلبك تجاه الطرف الآخر إلا أنه في الاول والاخير جميعنا أخوه وننتمنى إلى نفس الوطن وجميعنا نتحمل مسئولية الوطن ، حتى أن وصلت درجة الاختلاف إلا القتال فلن نقول فيهم إلا كما قال الامام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) عندما سأل عن أهل الجمل :
أمشركون هم ؟ فيقول : من الشرك فروا .
أمنافقون هم ؟ فيقول : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً .
فمن هم إذن ؟ فيقول كرم الله وجهه : " إخواننا بغوا علينا "
قوم حاربوه ، قاتلوه ، رفعوا السيف في وجهه ولكنهم إخواننا بغوا علينا .
فهل لك أن تتمسك اخي الثائر بهذا السلوك مع الذين اختلفوا معك ؟
وهناك العديد من المواقف الرفيعه في احترام رأي المخالف وإفساح المجال له .

وأختم كلماتي بالهمسة الاخيرة للشافعي حين قال " ما ناظرت أحداً إلا قلت : اللهم أجر الحق على قلبه ولسانه ، فإن كان الحق معي اتبعني ، وإذا كان الحق معه أتبعته "

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

صـديــق الثــورات " مـسـتــر فـيـسـبـوك "



تعاني المنطقة العربية من أنظمة استبدادية لا تعرف سوى وسيلة " القمع " مع اختلاف صوره القمع ، أنظمة قمعية بكل الطرق والوسائل ، فأحدى طرق القمع هي السطيرة على الاعلام وهذه تعتبر من أخطر أدوات القمع الاستبدادي والذي ساعد هذه الأنظمة على السيطرة على المنطقة لفترة طويلة ، ولكن مع ظهور القنوات الفضائية والاخبارية والنقل المباشر خلال الفترة الماضية والتي عملت على تحطيم الجدار الفاصل بين المواطن وبين الحدث ، فقد لعبت قناة الجزيرة الاخبارية ( سواء كنا معها أم ضدها ) دوراً فعالاً في تحطيم إحدى وسائل القمع الديكتادوري ضد الشعوب ، فصرنا نسمع أصواتاً معارضه وألسنة جريئة تكشف الممارسات العنصرية لتلك الأنظمة ، فساعدت في تغطية الأحداث على الهواء مباشر لأحداث عديدة كما حدث في الثورة المصرية ثورة 25 يناير ، فشاركت في نقل ما يحدث في الشارع لمدة 24 ساعة في اليوم مع اتاحة الفرصة للشباب للتعبير والتعليق عن الأحداث ، فهذه هي الثورة الحقيقية في تكنولوجيا الاتصالات في العالم العربي .

فمع ظهور الشبكة العنكبوتية "الأنترنت" تعوذبت الأنظمة القمعية الاستبدادية في العالم العربي من الشيطان الرجيم ، فكيف لها الان السيطرة عليها ومراقبتها ، فقامت هذه الأنظمة بمحاولات عديدة نجحت في بعضها و أخفقت  في أخرى .

ولكن ما هو أشد خطورة على تلك الأنظمة والذي يعتبر ثورة كبرى في عالم الاتصالات وهو " فيسبوك Facebook " والذي بواسطته أصبح كل مواطن عربي صحفي ميداني لا يخضع لأي جهة مراقبه او محاسبه ولا يوجد من يستطيع أن يمنعه من تصوير الحدث عن طريق هاتفه المحمول وتحميله فوراً على فيسبوك .

ولا نستطيع أن ننسى ما حدث في تونس عندما أخفق النظام التونسي المخلوع من السيطرة على هذا السيل الأعلامي والذي وضع أمام الجميع ما حدث وما يحدث هناك ، فصورة البطل محمد البوعزيزي وهو يحترق من ظلم ذالك النظام والتي انتقلت في مجرد دقائق إلى جميع انحاء العالم ، فهي صورة التقطتها فتاة تونسية عن طريق هاتفها المحمول ووضعتها على الفيسبوك .

كان للفيسبوك دوراً فعالاً في تسريع معدلات تراكم الغضب خلال السنوات الاخيرة ، فكانت هي الوسيلة الأكثر أهمية للتواصل بين شباب يتراكم غضبهم ضد حكامهم مع ازدياد نسبة البطالة وتنامي ادوات الفساد وتمسك الحكام بالحكم على دماء شعوبهم ، فاستطاع المواطن العربي عن طريق فيسبوك التعبير عن رأيه بدون مراقبة وبسهولة وسرعة قصوى .

أتاح " فيسبوك " إمكانية بث ونشر جميع الاحداث بشكل فوري بالاضافة إلى نشر الصور والفيديوهات والاراء والتعليقات والنصائح ، وقد برزت هذه الوسيلة في الايام الماضية عن طريق تغطية احداث القمع الاكثر دموية ضد المتظاهرين في عدة دول عربية ، حتى أصبحت معظم ما تبثه الفضائيات الاخبارية منقولاً عن "فيسبوك" معتمداً على صور التقطتها كاميرات الهاتف النقال ، فأصبح فيسبوك المراسل الأكبر لدى الفضائيات الاخبارية .

ولا أخفيكم القول بأني واحداً منهم ، فلا يمكن أن تمر أكثر من ساعتان او ثلاث ساعات إلا وان اعود للطلاع على صفحتي على الفيسبوك وكذلك الاطلاع على أحدث المستجدات في الساحة وايضاً أقوم بنشر بعض الاحداث التي أعيشها وتحدث بالقرب مني عن طريق احدى الصفحات الاخبارية في الفيسبوك ، ولهذا فقد أصبح  كل شاب مراسلاً صحفياً قادراً على تغطية وقائع الثورات لحظة بلحظة .

أيضاً يجب أن لا نخفي دوراً بارزاً لعب في هذه الثورة الالكترونية وهي كاميرات الهاتف النقال والتي ساعدت على نقل الصورة إلى الفيسبوك وغيرها من  المواقع الاخبارية ، فيعد الهاتف النقال رفيق أساسي لمستر فيسبوك ، وكلاهما أتاح لأي شخص أن يصبح وسيلة اعلام .

ولكن علينا عدم المبالغة في تقدير دور " فيسبوك " إلى حد اعتبارها ثورة الفيسبوك ، لان في الحقيقة ان الشباب الذي غير الواقع على الارض هو الذي أتاح للـ فيسبوك دوراً مميزاً في ثورات لم تخرج عن الركائز الاساسية لنظرية الثورة وفي مقدمتها التغيير يحدث في عالم الوقائع ومجتمعه الحقيقي وليس في أي عالم افتراضي .

وفي الأخير ، أقدم عظيم شكري لكل شباب الانترنت والفيسبوك الذي يعملون بجهد خلف الشاشة كلاُ بدوره المختلف لمساندة الثورات العربية .

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

في ذكرى استشهاد الزعيم ابراهيم الحمدي



هناك شخصيات عظيمة تظل ذكراها خالدة لكونها حفرت بصماتها بين صفحات التاريخ بما قامت به من أعمال مميزة ، أعمال في الواقع وليست مجرد كلام في الخطابات ، لإفادة بلدها وشعبها ووطنها ، ويُعد زعيم اليمن الشهيد ابراهيم الحمدي من هذه الشخصيات ، وانا هنا لست بصدد الحديث عن إنجازات هذا الرجل العظيم بل سأتحدث عن خواطري ومشاعري في ذكرى رحيله بالرغم من أني لم أكن حينها قد خلقت إلا ان هذا الرجل البسيط يعرفه الجميع الكبير والصغير وسيضل يذكره الجميع حتى قيام الساعة  
 .
ففي مثل هذا اليوم الموافق 11 من اكتوبر 1977 إنتقل إلى جوار ربه رجل من أقوى الرجال وزعيم قلّما تجود به الازمان وهو الشهيد ابراهيم الحمدي وكذالك أخاه الشهيد عبدالله الحمدي يرحمهما الهه رحمة واسعة ويتجاوز عنهما سيئاتهما وان يدخلهما الجنة ان شاء الله .
حينها فقد اليمن ابنها البار الذي وهب حياته كلها لرفعتها وبناء اساس قوي لها .
كلما احاول أن اتخيل شعوري اذا كنت متواجد حينها وما مدى الصدمة والحزن والألم الذي كنت سأشعر به ساعة علمي بهذا الخبر ، اذا كانت الدموع تسيل أنهارًا عند ذكراه فكيف ستكون وقتها ؟

في ذكرى إستشهاد هذا الزعيم ، أحب ان اعبر عن ما في نفسي من محبة وتقديراً لهذه الشخصية الرائعة ذات الكاريزما العالية التي ملأت وسيطر حبها على كل من تعامل معها وعلى كل من عرف بتاريخها وقصتها ، لكن يصدمني دائماً واقع اليمن الأليم الان وحالها المزري فيزداد حزني وألمي وأبكي مرارة وألماً مردداً في نفسي " يا خسارة تعبك ومعاناتك يا حمدي وجهودك الذي بذلتها للبلد والشعب فقد ضاعت هباءً منثورا ، أين البلد الذي بنيتها وصنعت نهضتها ؟؟

فنحن نعيش الان ايها الشهيد الحمدي في عم الأمان والاستقرار إلى جانب انتشار البلطجة ، فقد سرقونا وقتلونا ودمرو كل شيء جميل .
لا يسعنا إلا أن نقول منهم لله هم وكل من تسببوا في إحداث ذلك وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم ، لقد قذفوا باليمن إلى منزلق وهوة سحيقة لا ينجيها منها إلا الله سبحانه القادر على كل شيء ، وقد بدأت باكورة الخير بثورة فبراير 2011والخلاص من أساس الفساد ، وربنا يُلهم الخيرين من أبنائها الصواب ويعطيهم القوة والسداد والرشاد ويخرجوا بها بعونه تعالى وفضله وتوفيقه من عنق الزجاجة ، ويخطوا بها إلى طريق الأمن والأمان والسلامة والخير ..

لعل هذه المُستجدات المفرحة التي أعطتني الثقة في أمر الله بأن اليمن بمشيئته ستتقدم وتعوض ما فاتها وتُلملم شتات رُفاتها ويشتد عودها وتحتضن إخوتها كما كان في الزمن الماضي ليكونوا قوة بأمره تعالى .

في الختام الله يرحم ابراهيم الحمدي ويتغمده برحمته الواسعة هو وكل الأوفياء والشهداء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم لنصرة دينهم ورفعة بلادهم .

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

اليمن والوان قوس قزح


لم تعرف اليمن منذ زمن طويل حكمً ديمقراطي بمعني الكلمه وادارة حكيمه لشئون هذا البلد الا خلال فترة قصيرة لم تتجاوز الثلاث سنوات خلال حكم الزعيم الراحل/ ابراهيم الحمدي (1974 -   1977) ، وخلال الفترة ماقبل حكم الحمدي عانى الشعب اليمني من حكم الاستبداد والظلم وحكم طائفة ولون واحد مع شطب بقية الطوائف والالوان ، فجائت الثورة اليمنية لتلغي حكم اللون الواحد ولكن للأسف لم تتحقق هذه الثورة بالرغم من  التضحيات والدماء التي دفعت من آجل هذه الثورة ومن أجل ولادة يمن جديد يتسع للجميع ، وبالرغم من كل هذا فقد برز لون واحد اخر ، فجاء حكم اللون الاحمر والعائله الواحده الحمراء والتي استمرت لأكثر من 33 سنة وحتى الان والشعب اليمني ما زال يعاني من هذا الحكم الملكي ذو اللون الواحد والخوف من استمرار حكم اللون الواحد لبلاد تحمل مزيج من الالوان منها الالوان الزاهيه ومنها الالوان الباهته .

من حق هذا الشعب اليمني العظيم الذي عانى ومازال يعاني أن يرى الوان قوس قزح على سماء بلاده ، من حق الشعب اليمني الصبور ان يرى جميع الالوان ، فيرى اللون الاصفر لفترة ومن ثم اللون الازرق فيتغير خلال فترة قصيره الى اللون الاخضر وهاكذا تستمر تبادل السلطه بين جميع الالوان ، ومن حق هذا الشعب الذي تدمع العين لحالته ان يرى قوس قزح في جميع انحاء البلاد في وقت واحد ، فيرى اللون الابيض حاكماً واللون الاخضر نائباً واللون الازرق يستلم احدى السلطات وبجانبه اللون الاحمر مع بقية الالوان .

نتمنى جميعاً ان نرى في القريب العاجل حكم قوس قزح على ارض بلادنا الحبيبه اليمن ، فالجميع يستحق ان يرى هذا الحزام الممزوج بجميع اللوان الرائعه على سماء الوطن .

ولن نفقد هذا الأمل رغم ما نعانيه من ألم .