بمناسبة احتفالات بلادنا بالعيد الذهبي لثورة ٢٦ سبتمبر ، قررت أن أقراء كتاب "أسرار اليمن" للدكتور البيضاني (الجزء الاول) والذي تحدث فيه (بحسب وصفه) عن أسرار الاستعمار الهاشمي لليمن ، ولاكن ما لاحظته في هذا الكتاب العجيب انه يتحدث عن تاريخ اخر ومعلومات كما وصفها الكاتب بانها سرية ويعمم وصفه على فئة الهاشميين بشكل عام وبانهم حين دخلوا لليمن قاموا بتحريف المذهب الزيدي للأستيلاء على الحكم وان الهاشميين فروا من سيوف معاوية الى اليمن وبانهم ارهابيون ومبادئهم كمبادئ ابى جهل وان دين الهاشميين محرف وغيرها من المصطلحات .
هنا بعض النقاط التي أشك في صحتها والمذكوره في الكتاب واتمنى من المطلعين على التاريخ والمعاصرين الافاده اما بصحة هذا النقاط او تكذيبها وهى (كما هى مكتوبة في الكتاب بالنص) :
- يتكون الشعب اليمني من طبقتين : طبقة الاسياد الهاشميين وهم ثلاثة في المائة او اقل من مجموع الشعب وطبقة العبيد وهم بقية الشعب المغلوب على أمره . (صفحة ٢٦)
- المطهر بن شرف الدين قتل ألفا ومائة شاب من ابناء الشعب من قرية موكل في اليمن لان احداً منهم جاهز للمطالبة بحقوق في المساواة مع الهاشميين ، ثم أمر هذا الهاشمي السفاح الفا ومائة رجل من ابناء نفس القرية ان يحملوا رءوس القتلى الى صنعاء فساروا في طابور وهم مقيدون بالسلاسل من أعناقهم الى أقدامهم وعندما وصلوا الى صنعاء أمر الجلادين بقطع رءوس هؤلاء الألف والمائة وهم يحملون رءوس زملائهم الذين قتلهم الامير السفاك في قريتهم (صفحة ٢٩،٣٠)
- تعاطى الامام للمورفين منذ سبع سنوات .... فاكتشف الامام في المورفين متعة هائلة وسعادة تفوق الوصف وطلب المزيد من الحقن وأمر بحقن حاشيته واهله كي يشاركوه هذه المتعة وهذه السعادة ، ثم أسرف في تعاطيه حتى بلغ عدد الحقن التي يتعاطاها يوميا نحو خمسة واربعون حقنه ، الى ان تجاوزت الخمسين يومياً .... وبعد انتشار عدوى المورفين بعد حاشية الامام واهل بيته احتكر الامام حقن المورفين ليوزعها بحسب درجة رضائه عن كل واحد منهم (صفحة ٣٨)
- (الامام بنت حجر) حاول الاطباء منع الامام من المورفين .. ثم حاولوا بتقليل الحقن لاكنهم فشلوا.. حاولوا خلط الحقن بسوائل اخرى كالفيتامينات.. وهنا انتهزت بنت اخت الأمام والتي اسمها الحقيقي بنت حجر واسمها الرسمي في دواوين الحكومة "سيدي عبد المحسن" .. انتهزت الفرصة وقامت بتوريد المورفين الاصلي للإمام ، واخذت تقوم بنفسها بحقن الإمام . وبذلك استطاعت ان تستولى على الدولة بإخضاع الامام لسيطرتها الكاملة . اصبحت "سيدي عبدالمحسن" الإمام الحقيقي لليمن ، تصدر ما تشاء من الاوامر التي يجب ان ينفذها جميع موظفي الدولة بما فيهم البدر ولي العهد. (صفحة ٤١)
- (خمر الهاشميين حلال) اما هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .. او العكس التي برئاسة الهاشمي أحمد عبدالرحمن الشامي صهر الامام فقد استصدرت فتوى لاستثناء الاسرة المالكة من تحريم شرب الخمر بدعوى ان الأمراء وال البيت المالك قد أدمنوا الشراب ولا يمكن منعهم منه . صدرت الفتوى من الامام فصدر القرار من هيئة الامر بالمعروف والنهي على المنكر بتخصيص قدح إلا ربعا من الزبيب (٤٥ كيلو جرام) لكل فرد من الاسرة المالكة ليعصره خمراً على شريعة الهاشميين. (صفحة ١١٦)
- تبادل البنات اليمنيات بين ملك السعودية والامام كهدايا للضيافة..!! (صفحة ٢٠٨)
والعديد من النقاط التي لم اسمع عنها من احد او قراءتها في الكتب الاخرى ، فقد قرات العديد من الكتب التي تتحدث عن التاريخ اليمني وثورة سبتمبر المجيده وأخرها كان الكتاب القيم (يوم ولد اليمن مجده) للطاهر الذكر المناضل الوطني الكبير عبدالغني مطهر ، فهذا الكتاب يتحدث عن التاريخ بمره وحلاوته وبدون مجاملات ومزايدات واحداث لا تخاطب العقول المنيرة .
انا هنا لست ضد ثورة ٢٦ سبتمبر ولا من من يسعون للعودة الى الوراء والعودة للحكم الامامي بل انني من من يؤمنون بوجوب التنوع السياسي وضد السيطرة على الحكم في يد اسرة او طائفه واحده ، ولكن عندما اتحدث عن ثورة ٢٦ سبتمبر فانا أؤمن بها كما أؤمن بالثورة الشبابية ٢٠١١م واعترف بانها سرقت كما سرقت الثورة السابقة ثورة سبتمبر والفشل في تحقيق اهداف الثورتين .
وعند المقارنة بالثورتين ، فثورة ٢٦ سبتمبر كانت ضد حكم الامام (الهاشمي) وثورة فبراير كانت ضد حكم علي عبدالله صالح (المؤتمري) ، فهل يعقل ان يتم اقصاء والقضاء على جميع المؤتمريين كما حدث للهاشميين او يتم تأليف كتاب مثل هذا الكتاب ضد المؤتمريين ووصفهم بقريش بصفه عامة كما وصف الكاتب الهاشميين في هذا الكتاب وكتب اخرى مماثله مثل كتاب "الاعيب متوكلية"
عندما يصف الكاتب الهاشميين بمثل هذه الصفات في الكتاب فانه يتنكر لبعض الهاشميين الذين شاركوا في الثورة مثل الفقيد يحيى المتوكل والسفير عبدالوهاب جحاف والفسيل والمروني والكثير الكثير.. لاكن الكاتب أعتمد على نكران هذه الاسماء قائلاً بان القبائل الزيود ادركت حقيقة الظلم الهاشمي وشاركت مع الشوافع في الثورة .
