الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

في مثل هذا اليوم الشهر الماضي "ماتت جدتي"




جدتي، و أم والدتي، ربيتُ بوجودهم معنا ، وهم قدوتي في صحتهم و مرضهم، بركتُ أسرتنا البسيطه، وملاذي بعد الله من عناء الدنيا.

كانت تكفيني نظرة لوجههم البشوش، و كلمة من لسانهم الشكور، فأنسى همّ الدنيا و غمّها..

كنت أسأل نفسي، هل هناك من هي أعظم من الأم؟ وكنت أقول لنفسي لا..
إلا أنني أقول الآن بلا.. ليس هناك أعظم من الأم سوى أم الأم..

في مثل هذا الوقت الشهر الماضي ليلة 14 أكتوبر فاضت روح جدتي الحبيبة الغالية الى بارئها ..

رحيل الجدة يترك فراغا لا يملوءه احد بعدها أبداً
لقد كانت الفاجعه كبيرة جداً.. لأننا جميعاً نعلم.. أنهم ذهبوا .. إلى جوار ربهم ذهبوا.. بكيناهم كثيراً.. لفراقهم و ليس لموتهم.. فموتهم كان رحمة..

الروح كانت تحتضر إلى المساء وحين
.............ماتت جدتي وغاب النور عن عيني
واللــيــل أقـبـل في ثـيـــاب المــعـزيــن
.............طبطب على كتفي وصافح يميني

أكتب إلى جدتي هذه الرسالة المتواضعة ، أكتبها تخليدًاً مني لذكرى وفاة جدتي الغالية .. رحمهم الله رحمة واسعة و أسكنهم فسيح جناته..

جدتي الغالية.. لكم وحشة تزداد يوماً بعد يوم.. و يؤسفني أن أتذكر الكتابة لكم في مثل هذا اليوم.. يوم رحيلكم عنا ..

جدتي النائمه طويلاً.. جئت اخُبركم ان الشتاء قد آتى و أني اشتاق لكم كثيراً رحمكم الله يا قطعة من القلب فارقتنا .. لقد مر العيد يا جدتي .. فكل عام وقبركم روضة من جنان الرحمان ، دعاءنا لكم لا ينقطع.. و حبنا لكم دائمٌ موجود.. كم نفتقدكم يا جدتي العزيزة .. كم أفقد بهجة العيد بتواجدكم ..

جدتي الحنونة.. أمي تبكي على فراقكم كل يوم وفي جميع الأوقات.. لم أشاهد أمي بهذه الحالة منذ أن خلقت إلى هذه الدنيا.. حزينة جداً يا جدتي.. أني أخاف عليها وعلى صحتها يا جدتي كثيراً..

جدتي الطيبة.. لسنا نحن وحدنا من يشتاق إليكم.. بل الاطفال كذلك يسألون عنكم دائماً.. بعد عشرة أيام يا جدتي يصادف عيد ميلاد نورسين الاول وأربعينية رحيلكم عنا.. وايضاً يا جدتي أطمئنكم على صحة مولودي الذي لم نعرف حتى الان اذا كان ذكر أو انثى..


جدتي الجميلة.. زوجتي كذلك حزينة جداً لفراقكم المفاجئ.. عندما أخبرتها ليلتها بخبر وفاتكم.. أغمى عليها ولم تستوعب ما حدث.. والحمدلله يا جدتي لا تخافوا فقد كان بجوارها عمي الذي مسكها قبل أن تسقط..

جدتي الحبيبة.. تمر الايام والحال كما هو.. آحوالنا بخيره والحمدلله ولكن حال الوطن يا حبيبتي ما زال كما هو.. بل من سيء إلى أسوء.. كم كنتم تجلسون أمام التلفزيون لمتابعة أهم الاخبار والمستجدات الاخيره.. الان يا جدتي لا يوجد في نشرات الاخبار ما يستحق المتابعة والاهتمام..

ليتني أسمعكم تضحكون، أراكم تبتسمون، أخبارهم كلها طيبة تسرك سروراً عظيماً يا جدتي وأخوالي كذلك يفتقدونكم كثيراً وأحوالهم كلها طيبة والحمدلله.. جدتي الغالية، شكراً لأننا كنا جميعاً جزءاً منكم عزيزون إلى قلبكم. كنا نعلم ذلك و لا نزال نعلم ذلك..

نامي يا جدتي بسلام وفي حفظ ورعاية من الله سبحانه وتعالى.. لقد آمنتُ أن موت المؤمن رحمة من الله.. فهو موعودٌ بجنةٍ عرضها السموات و الأرض.. و أسأل الله.. أن يجمعنا و إياكم تحت ظلال جنتهِ.. برحمته.. على سررٍ متقابلين.. .. و القارئين و السامعين و المُـأمنين..
..اللهم آمين.. اللهم آمين.. اللهم آمين..






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق