السبت، 19 أبريل 2014

في وداع الشهيد شهاب عبدالواسع النظاري

للموت جلال عظيم، وله مرارة وألم، وشعور بالفقد، نذرف الدمع في وداع صديق وجار سكن الوجدان، وصداقته لا توزن أبداً بميزان ولا تقدر يوماً بأثمان، ولا نكاد أن نصدق أننا لن نراه.


***

شهاب نجم ساطع من سماء الوطن
.

هل تعلمون أن شهاب قد مات، ولموته مرارة وألم وشعور بالغ بالفقد، نحن وحدنا من تمتد به الحياة نبكيه، ونذرف الدمع في وداعه، ونحن لا نكاد نصدق أننا لن نراكه بعد اليوم.


يترقرق الدمع، ويرتج الأمر، وتتلعثم الكلمات، لأننا نبكي اليوم صديقاً وجاراً جُبل على فعل الخير، وخدمة ذويه ومجتمعه وكل من حوله، ارتقى سلم المجد وصعد حتى بلغ شأواً عظيماً
.


لماذا يثير الموت هذه الرهبة الكبرى؟ ولماذا نبكي الراحلين وقد امتدت بهم مراحل أخرى لمحطات أخرى انتظارا لحياة أخرى، ونحن سائرون إليها شئنا أم أبينا؟

إننا في الحقيقة لا نبكيهم لأنهم رحلوا، بل نبكي أنفسنا لأنهم تركونا وحدنا. إن كل الآمنا ودموعنا وفرقنا وقلقنا لأننا لن نراهم بعد اليوم في دنيانا، وقد كانوا بعض سلوتنا أو جزءا من حياتنا أو بقية من رفاقنا... إننا نبكي من أجلنا نحن، لا من أجلهم، لأنهم رحلوا، فلن يشعروا ببكائنا، ولن يستعيدوا شيئا مما مضى، ولن يكون بمقدورهم أن يصنعوا شيئا لأنفسهم أو لنا.

نحن إذن من يجزع لأن الراحلين انطفأت شموعهم في حياتنا، ولأن رحيلهم إعلان كبير بأن قطار العمر ماض، والأيام حبلى والقدر محتوم... وللموت جلال أيها الباقون.

وإني لا أشك لحظة أن للموت رحمات بالأحياء قبل أن يكون بردا وسلاما على المؤمنين الراحلين. فمن رحماته أنه يدرأ الشر والظلم عن نفوس جبلت على القلق من حتمية النهايات، ويستعيد نفوسا أخرى لمواطن البذل والعطاء والتسامح لأنها مدركة انه حق لا ريب فيه، وهي النفوس التي جبلت على الخير، وإلا فكثير من القلوب قُدّ من صخر أو حديد. لا ذاكرة الموت تنفعهم ولا انحدارهم من قمة العمر لأسفله يوطن نفوسهم على بذل الخير أو كف الظلم والأذى.

وقد لا يعني القارئ أي صديق وجار أرثي اليوم، لأنه قد لا يعرفه، ومن يعرفه حق المعرفة قلة من أصدقائه ورفاقه ومحبيه.


لقد أثارت فاجعة رحيله ومفاجأتها غصة في الحلق، وانطفاء لومضة نبل إنساني. وإذا اجتمع في المرء النبل وحب الخير وكرامة النفس والوقوف عند الحق فقد ترك الدنيا وهي أحسن مما وجدها... وفي هذا عزاء لنا وأي عزاء

***

شهاب نجم ساطع من سماء الوطن.

ليس هناك أشد إيلاماً على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة صديق عزيز عليك ..

لماذا اختاروك انت يا شهاب ليقتلوك ويرموا بك الى الاهوال والرعب والمكان الموحش والمظلم ......؟؟ لماذا ........... ؟؟؟؟
لماذا قتلوك الحاقدين؟؟؟؟؟ لماذا لم يجدوا احدا غيرك ليقتلوه......؟؟ لقد قتلت مظلوما ....حقا مظلوما....
انت ربيع القلوب ونوره وذهابك يذهب الورد عن القلوب ويبدله بالظلام الدامس التعيس....


أيها الصديق العزيز، نم قرير العين، لقد عانيت كثيراً من شرور هذه الدنيا الفانية، ومساوئ هذا الزمن الرديء، وقسوة الحياة . لقد فاجأتنا برحيلك بلا وداع، وستبقى حياً في قلوبنا نحن أحبائك ما دمنا أحياء. فأنت غالي وتبفى غاليا في قلبي وقلوب احبائك يا عزيزي

***

شهاب نجم ساطع من سماء الوطن.

لم يكن الرجل رسولاً ولا نبياً، لكنه كان إنساناً نبيلاً وصديقاً، مخلصاً رائعاً، استطاع الوفاء بعهوده والتزاماته التي اختطفه منها أيادي الغدر.

هو واحد من الذين كانت تزخر بهم وتهتز لفقدهم قلوب كل من عرفوه من قريب أو بعيد، وقد اغتالته أيادي الغدر والخيانة ليرحل عنا بعيداً، رحل واقفاً كالأشجار بعد أختراق جسده أكثر من رصاصة من رصاص الموت والغدر.

لقد رحل عن هذه الدنيا جار وصديق وهو اكثر من مجرد صديق وصاحب خي

***

لست ادري لماذا كلما حاولت ان اقول فيك كلمة رثاء تطفر الدمعة من عيني؟! لقد عهدتك متواضعا كما السنابل الزاخرة بالقمح بسيطا كعشاء الفقراء، مخلصا في صداقتك، عظيم الهمة نظيف القلب واليد واللسان! فكيف دب جسمك دبيب الفناء وانت بعد في عنفوان الرجولة؟! كيف انطلقت الى الرفيق الاعلى ونحن رفاقك ما زلنا نتوق للقياك وللحديث اليك؟!هل مللت الاقامة في هذه الدنيا الفانية فاشتاقت نفسك الى حياة الآخرة؟!
فهل بعد هذه المشاعر الجياشة من حرج، اذا نزلت دمعتنا لفقدانك، سنفتقدك ايها العزيز دائما! سنفتقدك في أعيادنا واحتفالاتنا وشتى مناسباتنا!
ستفتقدك أمك الضعيفه الحزينة!
سيفتقدك أخوانك الثلاثة (جميل ومحمد وأحمد)!
ستفتقدك أخواتك !

سيفتقدك أبنائك الصغار وأبناء أخوانك وأخواتك!
سيفتقدك الاصدقاء والجيران!
سيفتدك الاقارب الكرام من آل النظاري!
ستفتقدك الزوجة الفاضلة
ستفتقدك وظيفتك في رئاسة الجمهورية التي ضحيت من اجلها وامضيت فيها خيرة سنوات حياتك!
ستفتقدك مكارم الاخلاق وكل الصفات الطيبة!
ستفتقدك المروءة والشهامة وعمل الخير!
ستفتقدك المحبة، محبة الآخرين والاخلاص في العمل والتضحية بالوقت الثمين وبالصحة والعافية من اجل خير الآخرين!
ستفتقدك العلاقة الطيبة التي كانت تربطك مع جميع الاصدقاء!

ان من كانت هذه صفاته ومزاياه حري بان يسجل اسمه في سجل الخالدين من عظماء شعبنا اليمني العظيم! فقد كنت عظيما في حياتك وانت اليوم عظيم بعد مماتك! فطوبى لك يا أبى عمار الذي جعل الحنين فاكهة وسيج الحيرة والحزن بزهرة النرجس يفوح عطرها فيعبق الجو بها.

***

نم قرير العين لانك خالد فيما عملت وقدمت وضحيت! وفيمن خلّفت من خلف صالح لخير سلف.

رحمك الله رحمة واسعة وألهم الآم القديرة والزوجة الفاضلة والابناء الكرام والعائلة الكريمة الصبر والسلوان والى جنات الخلود حيث نعيم الآخرة، لانك اهل لهذا النعيم! أسفي عليك!

اسأل الله سبحانه وتعالى ان يغفر للفقيد الغالي ويحسبه شهيدا بأذنه يا رب العالمين
اللهم احسبه شهيد يا الله اللهم احسبه شهيدا يا رب العالمين
وأسأل الله ان يجازيه بالاحسان احسانا وبالسوء عفوا يا كريم
اللهم ارحمه فأنك بنا راحم ولا تعذبه فأنك بنا قادر
اللهم زد من حسناته وتجاوز عن سيئاته واعفوا عنه انك انت العغو الكريم يا رب العالمين

إن الله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار وأخيراً للموت كرامات ورحمات.

إنا لله وإنا إليه راجعون

تبكي عيون الأنام قرتها ***  ونورهـا بينهـم وبهجتها

أحقا إن شهاب غادرنا ***  لبقعــة أسكنتْه تــربتَها

سقى الإله الكريم تربتـه ***  ونـالهُ منْ الاخرة جنتها


-----------------------------------------------------------------
الأسيف / أحمد عبدالله جحاف وأخوانه وجميع الاهل والاصدقاء




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق