الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

بذمتك يا مريام فارس !!


بعد قرار الامم المتحدة بتعيين صوابع الست "ميريام فارس" سفيرة للنوايا الحسنة فوق العادة وفوق كل حاجه ، قررت "ميريام" أن تقوم بزيارة خاطفة لليمن ، وفي يوم الجمعة بتاريخ "قبل الهدنة بيومين" حددتُ فيه "راندفو" مع الفنانة ميريام فارس لأنني قررتُ أن أصبح كاتباً لكلمات أغنياتها..
ربَّما هي التي قررتْ بتواضعها أن تطلعَ على ابداعاتي في الكلمة الغنائية... احم احم
يا قارئ سطوري قد أسمعك ساخراً مني ، و تقول لي : بذمتك تشتيني أصدق قصتك!! ممكن نصدق أنها تزور اليمن في هذا الوضع وممكن نصدق أنها فعلاً مندوبة للنوايا الحسنة!! لكن أنها تطلب منك أن تكون كاتباً لكلمات أغنياتها فهذا كثيييييييييييييييييييير ولا يمكن أن يُصدق !!!
بذمتي القصة باختصار أنني أوهمتُ زوجتي قـُبَيل الموعد بأيام أنه لديَّ فرصة عمل مع أحدى المنظمات الحقوقية المنتشرة في هذا الوقت ، و قلت لها : ان العمل مع هذه المنظمات في هذا الوقت بيكون فيه أرباح مادية قد تكفينا لمدة أسبوع كاااامل!
و طلبتُ من زوجتي أن لا تـُشغِل بالها إن لم أجيب على اتصالتها فقد أكون في زيارة حقوقية لاحدى المناطق المنكوبة... ثم ألغيت كافة مواعيد العائلية و العاطفية و الغرامية..
لا تقل لي مرة أخرى : بِذمتك عايزني أصدق قصتك!؟
بل بِذمتك ماذا تتوقع من غيرة و ردَّ فعل زوجتي لو علمت بموعدي ربَّما أدنى حركة منها أنها ستقصم ظهري...
أما أخي فهو بيت أسراري فقد قال لي :
(بذمتك ستقابل ميريام و ثيابك متسخة بروائحها أعـْلـَمُ أنه انقطعتْ عنك المياه و الكهرباء ،، و دبة الغاز عندكم باتت فارغة... أعذرك كل العذر بأنه حتى طهورك أصبح تيمماً...)

و بعدها عرض أخي عليّ خدمة العمر قائلاً:
(يا أخي في خزاني بعض الماء و غسالتي الاوتوماتيك تعمل على الطاقة الشمسية ، فلا تقلق سأغسل ثيابك ، و عندي دبة غاز أحضرتها "باربعة الف" و ألف واسطة سأغلي لك عليها الماء لتستحم..)

فقلت له: عشت يا أخي في الطشت..
فأردف قائلاً : بِذمتك إن لم أقف بجانبك فمن سيقف؟!
بل أخذ يشجعني رافعاً معنوياتي خاصة من خلف باب الحمّام فبينما كانت كلماتي الشعرية الغنائية الملحنة مباشرة تتوالد و أنا أستحم...كان يقول لي :الله الله ..على المواهب المجتمعة فيك ثلاثة في واحد ، كاتب أغاني و ملحن و مطرب...
و ما زال أخي يدفع و يرفع معنوياً موهبتي ،،، حتى أنه بعد خروجي من الحمّام قام مسرعاً ليعطرني بأغلى العطور لديه "عطر البطيخ" وبالعاميه الحبحب...
و هكذا ظل يشجعني إلى أن اقترب الموعد ، و لم يبقى إلا الساعات القليلة ...لم يبقى سوى حارة ...لم يبقى سوى بناء ...عدة طوابق ...لم يبقى سوى باب و جرس يفصل بيني و بين ميريام إلا أن رنين موبايلي كان أسبق من أصابعي التي كادت أن تضغط على جرس الباب...
توقفت.. لأرى من المتصل...
كانت زوجتي المتصلة و دار الحوار التالي بيننا..
- ما خطبكِ يا عزيزتي..

- نصيبنا وصل...

- ينصر دينك وصلت دبة الغاز ...أحلى خبريّة أسمعها..

- بذمتك لم تفهمني بعد... نصيبنا وصل اقلك نصيبنا وكررتها اكثر من مرة..

- فهمتكِ ...يعني وصلت بوساطه ...أعيدِها فوراً حدَّ الله بيني و بين الحرام...

- افهم يا حبيبي وصل نصيبنا وخربت بيتنا بل البناية ...

- كم مرة قلتُ لكِ يا عزيزتي أن لا تغيري دبة الغاز وحدكِ

- افهم ..صاروخ من الصواريخ الشقيقة وصلت إلينا بالراجع ،،، نزلت من السماء بلا إحم بلا دستور ، و أضرارنا مادية بس بيتنا خرب و الحمد لله.. و الحمد لله لا ضحايا و لا أرواح زُهِقت في هذا الحادث..

صحوتُ عندها ، و أدركتُ الحوار ، فعدتُ فوراً تاركاً فرصتي الذهبية لأكون كاتباً لكلمات أغاني ميريام فارس الله يستر عليها ، و حين وصولي ، و رأيت أنقاض المنزل المنهار ... استقبلت مصابي بـ حسبنا الله و نعم الوكيل و حمدتُ الله أنه لم يكن أحد في منزلي ثم أخذتُ أدندن بأغنية ميريام:
بذمتك عايزني أصدق حريتك .. و قضيتك.. بذمتك
طب الخراب و القتلى اللي برقبتك ..و عــ ذمتك..
بذمتك...بذمتك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق