الأحد، 27 يوليو 2014

عيد المقابر وهز الخواصر .. ودقي يا مزيكا !!


عيد المقابر وهز الخواصر .. ودقي يا مزيكا !!
حقيقة من خيالي العاري – عشوائيات قلم (أ.ج)


 الدنيا عيد ...و أفراح ....و رمضان مع السلامة ..راح ....و حسبنا الله ونعم الوكيل
وبما أني لم أشارك في الطابور الوطني أمام محطات النفط في الأسبوع الماضي فأني مضطر إلى الاستغناء عن السيارة واستخدام الوسائل الاخرى ، خرجت من المنزل ومشيت على الاقدام حتى وصلت إلى الشارع الرئيسي وأشرت بيدي إلى أول باص (ميكروباص) وجلست داخل الباص - و بمفارقاته العجيبة - ففي جانبه اليمين لصق عليه آيات قرآنية وأمثال عن العين و الحسد , و أما جانبه اليسار صور لفنانات مغريات كاشفات تكاد تكن عاريات ... تكاد تكنَّ عاريات ... و صاحب الباص الذي يبدو عليه أنه من متعاطي الحشيش أو أن الوضع قد أوصله إلى حالة تبدو وكأنه من متعاطي الحشيش ، فمزاجه في التزين بالأنوار الحمراء و الخضراء و الصفراء واضح و قد زوّد الباص بشاشة LCD مسطحة وصغيرة البوصات ...
وبينما كنت أراقب الجالسين معي ميّزت لهم حركتان :


الحركة الأولى : حركة الرؤوس المتجهة و المتحركة بمرور السيارة على فتاة شابه بلباسها الضيق المفضوح لتكون الرؤوس معها و باتجاهها , و ما أن يتم الاجتياز حتى تعود الرؤوس إلى الحركة التالية...
الحركة الثانية: ارتفاع الرؤوس بزاوية 120 ْ باتجاه الشاشة لمتابعة أحداث كوكتيل هزي يا نواعم..هزي يا شياطين ...كوكتيل أغان ٍلحليب وهبي .. في تفاحة عجرم .. في برتقالة فارس .. وفواكه جديده لم أعرفها من قبل .. و من الشاشة تكاد أن تقفز اللوزه المقشورة بهزة خصرها , والنحلة الكاشفة لدبورها السام ، والبقرة الجربانة المغمى عليها من دوران رأسها ...


كنتُ يا قارئ هذه السطور أختلسُ معهم النظر و أستغفر ربي – استغفر الله العظيم -  .... ثم أعود لأختلس...
ولكن فجاءة تعرفت على :


الحركة الثالثة: عندما مرَّ الباص على جنازةٍ - في أحد يموت ليلة العيد - .... الله أكبر جاءت عبرة الموت و أطفأ السائق الشاشة الشيطانية و طأطأت الرؤوس انكساراً للأكف المرفوعة إلى السماء و لكن سروري لم يكتمل فمع سماع كلمة (آمين) للفاتحة و ( الله رحمه ) و ( كلنا لها ) عادت الشاشة ..و عادت الرؤوس إلى الوضع المتعوس...

وعدت إلى منزلي منفعلاً ,مكتئباً ,متوتراً, مستنكراً ,و زاد من استنكاري ما تبثه إحدى القنوات الاخبارية النكدية العربية في تقريرها الملطخ دائماً بالدماء والدمار بأن الوضع في غزة سيء جداً وان الاحتلال العربيصهيوني مازال مستمر في قصفه للمنازل والقرى و أن الصمت العربي مازال باق ٍ وشامخاً ... فصحت على حولي صيحة : يا عالم ...الحياة دار ممر ..و خلقنا من العدم و الموت مصيرنا والبعث و النشور ينتظرنا و القبر استراحتنا ليوم حسابنا....فطوبى لمن عمل صالحاً وعاش بكرامته عزيزاً و لرأسه رافعاً و للذل رافضاً ...
تعجب البعض من هسترة كلامي فالدنيا عيد و المفروض أن أكون سعيد...
و اندهشت زوجتي حين شددتها و صحت ُ عليها : هيا أحملي ولدي معكي وتعالي... هيا بنا دون نقاش إلى المقابر...
وفعلاً مع أول سيارة أجرة (تكسي) كنا في المقابر ,,, و دون أن ننزل من السيارة أشرت من بعيد و قلت لطفلي الذي لا يستوعب أي شيء : يا بنيَّ هذه قبور الراقدين من أقاربك ( والدة جدتك... بنت خال والدك... خال والدتك...  ) اقرأ لهم الفاتحة و ترحّم عليهم فليس لدينا من الوقت ...و الدنيا زحمة ...و الموصلات بلا رحمة....!!
وهذا عيدنا و هذه زيارتنا و في العيد القادم سنختصر الزيارة بإرسال الفاتحة كرسائل مشتركة عبر SMS أو بوست في صفحاتهم على شبكة التواصل ... الفاتحة المطورة والسريعه لجميع موتانا ...وشهدائنا ...و زعماء صمتنا..!!
ثم توجهت بحديثي للسائق : بالله عليك يا ابو الرجال أليس في إذاعتك أغان ٍ شبابية راقصة تفرحنا و تبهجنا فالدنيا عيد
و خلينا نعيش..
حياتنا كلها تطنيش...
و دقــّي يا مزيكا
و اضحكي يا أمريكا
فنحن شعب م****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق