الأحد، 17 أغسطس 2014

صاروخ في مكتبي




آه منكِ حين اقتحمتِ مكتبي .. كأنكِ بارجةً حربية..
طائرة بدون طيارة.. صاروخ طويل المدى..
سبحان من سواكِ أسلحة فتاكة لمشاعري النرجسية..
آه منكِ يا بهية.. آه منكِ يا قوية ..
... آه منكِ يا طرية..
آه منكِ من لك هذا الجمال؟!
من أين لك كل هذا اللخم؟!
في زمن لا تشتم فخذ دجاجة.. في زمن القهر..
في زمن معلبات الإعانة.. وشد الحزام على الخصر!!
في زمن ربيع المجاعة.. وقتل الجندي بالنحر!!...
آه منكِ يا كتلة لحم.. يا بارجة حربية في وسط البحر!!
قولوا عني ما شئتم..
قولوا عني واحد منحط في هذا العصر!!
فأنا المكبل بأمواج اللحم الأبيض يرطم قلبي والصحر
سبحان من رقق صوتكِ فذوبني على الجمر !!
يا رقة نانسي ودلع هيفاء
أما تذكرين ...
أما تذكرين ... حين قلتِ لي بصوتك الجذاب :
Sorry .. ما عندي ألم ..
فقلت : الله يبعد عنك كل آلم ، فأنا الذي أصبح بسببك عندي ألم ..
أما تذكرين أني لم أفهم قصدكِ وأعدتِ سؤالكِ : أنا ما عندي ألم .. أنت عندك ألم ؟؟!!
قلت لكِ : وما ينفعكِ إن كان عندي أو ما عندي ألم !!
أما تذكرين سيدتي .. رجاؤكِ بأدب وخجل : أريد منك لدقائق .. بل لثواني ألم !
قلت لكِ : ألآمي كثيرة جداً .. ألمي في ربيع يقتل المواطن أخاه .. ألم
وألمي في تقسيم الأوطان .. ألم
وألمي في العدوان الإجرامي لغزة وأطفالها .. ألم
وألمي أني أجلس في متفرجاً عليهم فوق هذا المكتب .. ألم
ألم اشتياقي لتلك الأيام الجميلة التي لا تعرف نعراتنا الطائفية .. ألم
ألمي في لحظة مشاهدة أم لمقطع يعرض كيف تم نحر أبنها الجندي .. ألم
ألمي بشتات أسرتي وخلاني هو ألم
فأي ألم تريدين ؟؟؟؟
وأي ألم تعشقين ؟؟؟!!
ثم ألا تذكرين حين
أشرتِ إلى القلم الذي في يدي وأنا أكتب كل تلك الألم وكررتِ سؤالك بنبرة غير جذابة ولا رقيقة : هل أستطيع أن أستعير ألمك ؟
عندها تابعت قائلاً لكِ : عليكِ اللعنة أيتها الجميلة ..
يبدوا أنكِ لست يمنية ولا حتى من دول الجيران الخليجية ..
يا بنت الحلال على الأقل قومي بعوج لسانك في هذه الكلمة وقولي Pen كما تقومين بعوجه في أغلب عباراتك الألمية ..
نعم إذا كنت لا تذكرين فأنا أذكر كيف انسحبتِ وأنتِ تودعينني : صائع .. ضائع .. مائع .. ولكن Merci على الألم !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق