الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

عذراً والدي.. عذراً شرفاء الوطن


"عذراً والدي.. عذراً شرفاء الوطن"
بلقيس عبدالغني مطهر نجلة المناضل / عبدالغني مطهر
26 سبتمبر 2012



تحل اليوم ذكرى الاحتفال بعيد ثورة 26 سبتمبر الغالية على قلب كل يمنى في داخل وخارج الوطن.. نعم، نحتفل رغم الحزن الذي يملأ قلوبنا برحيلكم عنا ولكنكم قدمتم الغالي والرخيص من أجل تحقيق الأمل بأن يصبح الوطن لكل أبناء الوطن . 
عذراً والدي وعذراً لكل شرفاء الوطن من قدموا أرواحهم وأموالهم وأبناءهم من أجل تحرير الوطن، من أجل فك قيد الخوف والذل قيد الجهل والفقر والمرض لكم جميعاً أعتذر .. 
اعلم والدي أنكم لم تحزنوا على أموال أنفقتموها ولا جهود بذلتموها، ولكن حزنكم على ما تكبده الوطن من فقد أحرار الوطن، إيمانكم وإصراركم على تحقيق الأمل حقق النصر لثورتكم وأهدافكم ببناء اليمن وكان النصر المبين والفجر الجديد . 
استطعتم في تلك الفترة البسيطة - التي لا تتجاوز الخمسة أعوام من عمر الثورة- أن تبنوا دولة لم يكن لها وجود كان الوطن محصوراً في الإمام وحده، الحكومة هي الإمام وأعوانه من الانتهازيين والمنافقين واللصوص والمرتشين. 
يا الله ما أشبه الأمس باليوم أصدرتم دستوراً مؤقتاً للبلاد، حددتم فيه نظام الحكم وبينتم فيه مقومات المجتمع اليمنى الجديد، رسمتم اختصاصات السلطات التشريعية, والتنفيذية والقضائية, أنشأتم مجلساً أعلى لشئون القبائل بجانب الرئاسة والمجلس التنفيذي, وأصدرتم قانون مبسطاً واضحاً لشؤون الموظفين عرف بعد ذلك بالخدمة المدنية وغيرها من الوزارات التي تهتم بتسيير أمور البلاد وفى كل ميادين الحياة حتى الجيش قمتم ببنائه من جديد .. 
يا الله كم كنتم عظماء بولائكم لوطنكم وكم كنتم مؤمنين بقدرات شعبكم، عذراً والدي اعلم أن المنجزات كثيرة والحديث عنها لا تكفيه صفحاتي البسيطة لسردها .. 
نعم والدي لقد درستنا التاريخ وسرد لنا كيف استطاع أعداء الوطن التآمر على ثورتكم وعلى الأمل كيف تعاهدوا مع الشيطان لقتل الوطن، زرعوا الفتن والفرقة وانقلبوا على الثورة الوليدة وأغلقوا الأدراج على أهدافها المجيدة، استخدموا أساليب الشيطان القديمة والحديثة في القهر والتنكيل في القتل والإقصاء والسجن والتعذيب وكل هذا من أجل أن يفرحوا مع الشيطان بقتل الوطن . 
عذراً والدي نسيت أن أقول لك إنهم حاولوا استعباد الناس وقتل الهمم، حولوا المستشفيات إلى مباني للموت والألم، سلموا المدارس والجامعات إلى من لا يعي معنى العلم والقلم إلا القليل منهم والدي أصبح الشعب مطحوناً لا يدرى هل هذا عهد ثورته أم عهد الإمامة قد عاد في وجوه جديدة.. 
أما مدينتك يا والدي تعز الحبيبة هي كما هي، عذراً والدي لا أدري ماذا أقول عنها بعد أن كانت منبراً للعلم والعلماء؟ بعد أن كان أبناؤها يعلمون الآخرين العزة والكرامة والصمود ضد الظلم والفساد، ولأن تعز كانت ومازالت عاصية عليهم تربص لها شياطين الأنس، عملوا على إفساد بعض أبنائها لكي يحاربوا بهم مدينتك الحالمة بهؤلاء المغرر بهم، بهؤلاء الذين باعوا ضمائرهم وقيمهم استطاعوا أن يجرحوا تعز، أن يجعلوها تئن من جروح أدمت قلبها، استطاعوا استهداف الوطن، فتعز هي قلب الوطن .. 
كل هذه السنين وهم يحاولون إذلال الوطن لم يبقوا من أحرارها إلا أشبالاً صغاراً وعجائز كباراً، ولكن كبر الأشبال وأصبحوا رجال الوطن، أصبحوا مثلكم هم من هبوا لتحرير الوطن، لقد أعادوا في قلب كل يمنى الأمل في تحقيق أهداف الوطن أهداف ثورتكم وإخراجها من إدراج الزمن. 
أبشرك يا والدي بأنهم ضربوا المثل للعالم ولكل البشر بأنهم هم وحدهم أحرار الوطن من سيعيدون البسمة للوطن من قدموا أرواحهم فداء للوطن سالت دمائهم الطاهرة تغسل تراب الوطن، عطروها وجعلوا عرسها اليومي ثورة لتحقيق الأمل. 
عذراً والدي نسيت أن أقول لك إن خفافيش الظلام ما زالوا يحاولون قتل الأمل، ولكن هيهات هيهات أن ينجحوا فإن أبناءك وأحفادك حاملون درع الوطن، مجاهدون حاملون عرض الوطن. 
ونحن سنظل نحتفل بأول ثورة قدمت الأمل فإن فجر يوم ولد اليمن مجده بازغ وسيعم كل شبر في أرض الوطن!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق